الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية استقالات بالجملة صلب الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات: تونس إلى أين؟

نشر في  10 ماي 2017  (12:26)

أعلن شفيق صرصار في ندوة صحفية عقدها صباح امس استقالته من رئاسة الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات رفقة العضوين القاضي مراد بن مولى والقاضية لمياء الزرقوني.
وبين شفيق صرصار أن هذا القرار الذي وصفه بالمسؤول جاء بعد «أن تأكدنا أن الخلاف داخل المجلس لم يعد مجرد خلاف في طرق العمل بل أصبح يمس القيم والمبادئ التي تتأسس عليها الديمقراطية».
هذا القرار كان بمثابة صدمة كبرى اهتزّ لها الرأي العام التونسي في وقت تمر فيه البلاد بأزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية ليساهم بذلك في طرح العديد من نقاط الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لهذه الاستقالة المفاجئة خاصة وان من شأنها تهديد المسار الديمقراطي التعددي في ظل الاستعداد لموعد انتخابي استحقاقي بلدي تقرر موعده الرسمي يوم 17 ديسمبر 2017..
في هذا الإطار ارتأينا رصد مواقف رئاسة الجمهورية واتحاد الشغل ومنظمة عتيد التي تطالعونها تباعا..

نور الدين بن تيشة: رئاسة الجمهورية تفاجأت بهذا القرار

في البداية أعرب نور الدين بن تيشة مستشار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عن تفاجؤ رئاسة الجمهورية بهذا القرار مشيرا إلى انّها لا مازالت لحد كتابة هذه الأسطر لا تعلم الأسباب الحقيقية والمعطيات الرسمية للإعلان عنه وهو الذي ستعمل عليه خلال الساعات القليلة المقبلة على حد تعبيره..
وحول الخلافات التي صرّح شفيق صرصار بأنها كانت من أسباب الإعلان عن هذه الاستقالة قال نور الدين بن تيشة أنّ الهيئة العليا للانتخابات لم تطلب من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة التدخل لفض المشاكل التي كانت موجودة صلب الهيئة، مجدّدا الإعراب عن أسفه لهذه الاستقالة وقال «نتمنى أن تواصل الهيئة القيام بدورها وواجبها في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة»..
هذا وحول تصوراته للخروج من الأزمة التي ستخلفها هذه الاستقالة المفاجئة في وقت حساس قبل الانتخابات البلدية، أكّد مستشار رئيس الجمهورية أنّ هذه المسألة ترجع للكتل داخل البرلمان لفتح باب الترشح لسد الشغورات ومن ثمة التوافق حول رئيس آخر للهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

سامي الطاهري: يجب كشف الأسباب كي لا تكون استقالة عبثية

من جهته أعرب سامي الطاهري الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل والناطق باسمه أن الاتحاد تفاجأ بهذا القرار الذي اعتبر انه مثّل حدثا كبيرا سيكون له تداعيات خطيرة خاصة وانه أتى في ظل التحضير للانتخابات البلدية التي وقع الإعلان عن موعدها الرسمي..
وشدّد الطاهري في تصريحات إعلامية على ضرورة أن يقوم شفيق صرصار في إطار النفاذ إلى حق المعلومة واحترام ذاته كشخصية منتخبة واحترام القانون الذي مثله في العديد من المناسبات بطريقة جيدة، أن يقوم بالإعلان عن أسباب تقديم هذه الاستقالة وإبراز حقيقة الضغوطات التي تحدث عنها..
وأضاف الطاهري قائلا «يهمنا أن لا يكتفي شفيق صرصار بالاستقالة بل أن يوضح الأسباب الحقيقية بكل جرأة وشجاعة وإلا ستكون هذه الاستقالة عبثية»..

معز بوراوي: هناك إمكانية تقديم عضو رابع لاستقالته

بدوره قال معز بوراوي رئيس منظمة عتيد إنّ هذا القرار كان منتظرا خاصة وان المنظمة تتابع عن كثب أشغال مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتعرف مقدار التشنج الدائم والإشكاليات الحاصلة صلب أعضاء المجلس الأعلى للهيئة العليا للانتخابات..
وأضاف بوراوي في تصريح لقناة نسمة «رغم هذا كنا نتمنى ألاّ تصل الأمور إلى حد الاستقالة التي علمنا بها مسبقا، وكنا نتمنى أن لا يحصل هذا القرار خاصة وأنّ هنالك دائما بابا مفتوحا للتعقل وبابا لوضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار نظرا إلى أنّنا مقبلون على انتخابات محلية لكن للأسف يبدو أن القرار تم اتخاذه بطريقة نهائية ونحن اليوم أمام أمر واقع لا مفر منه»..
هذا كما رجّح رئيس جمعية عتيد تقديم استقالة عضو رابع لاستقالته بعد كل من شفيق صرصار والقاضيين مراد المولى ولمياء زرقوني، مشددا على ضرورة الإسراع في سد الشغورات في اقرب الآجال وعدم فتح باب التشنجات والتأويلات ..

متابعة: منارة تليجاني